hello world!

على الرغم من أن عام 2020 وجائحة COVID-19 حملا العديد من التحديات، إلا أن هذا كان العام حافلًا بالنسبة لشبكة ماري كولفن للصحفيات (MCJN) وشهد العديد من الإنجازات البارزة. بالنسبة لمحررة الشبكة، ديمة حمدان، كان عام 2020 حافلًا على المستوى الشخصي أيضا، حيث نال فيلمها "القنبلة" (2019) شهرة دولية وطاف العديد من المهرجانات، كما وحصلت على جائزة طائر الشمس من مهرجان "أيام فلسطين السينمائية" لدعم مشروعها السينمائي القادم، كل ذلك أثناء العمل الجاد لضمان حصول عضوات الشبكة على الدعم الذي يحتجنه، سواء من خلال الإرشاد المهني أو الدعم في حالات الطوارئ أو الدعم النفسي. "أعاد عام 2020 التأكيد على هدف الشبكة ومهمتها. وليس من المبالغة القول إننا كنا بمثابة خط النجاة  لبعض عضواتنا هذا العام"، تقول ديمة. 

في هذه المقابلة، تلخص ديمة أهم إنجازات وتحديات شبكة ماري كولفن للصحفيات خلال عام 2020.

ما الذي حققته شبكة ماري كولفن للصحفيات في عام 2020?

قررنا هذا العام أن الوقت قد حان لإطلاع الجمهور العام على عملنا. لذلك أطلقنا موقعًا إلكترونيًا جديدًا يعرض مقالات لبعض عضواتنا يتحدثن فيها عن مهنة الصحافة، التعامل مع الصدمات والضغوط الناجمة عن العمل في هذا المجال، وكفاحهن من أجل الحصول على أجر عادل وغيرها من المواضيع.

أطلقنا أيضًا حسابين على وسائل التواصل الاجتماعي Facebook و Twitter حيث نشارك بعض أنشطتنا العامة وأخبار عضواتنا.

أعاد عام 2020 التأكيد على هدف الشبكة ومهمتها. وليس من المبالغة القول إننا كنا بمثابة خط النجاة  لبعض عضواتنا هذا العام

كان هذا قرارًا مفصليًا بالنسبة لنا. تأسست شبكة ماري كولفن للصحفيات في عام 2016 وكانت تضم حينها حوالي 40 صحفية من جميع أنحاء العالم العربي. لكن استغرق الأمر أربع سنوات لاختبار أنشطتنا، وفهم التحديات والتعرف على عضواتنا بشكل أفضل وملاءمة  عملنا بناء على ملاحظاتهن.

لدينا اليوم أكثر من 200 عضوة من جميع أنحاء العالم العربي، ولا يزال العديد منهن يستفدن من التواصل المباشر مع مرشداتنا اللواتي يتمتعن بخبرة عالية و والمتفانيات في دعم عضواتنا، مثل بيسان الشيخ ، وعد الخطيب ورنا الصباغ وغيرهن الكثيرات. إلى جانب هذا، يوفر  موقعنا الإلكتروني الخاص حيزًا آمنًا للعضوات لتبادل الأفكار وطلب المشور في القضايا التحريرية وما يتعلق بأخلاق المهنة .

لقد كان هذا العام مليئًا بالتحديات بالنسبة لنا جميعًا. ما هي أهم التحديات التي واجهت الشبكة؟

إذا أردنا  تلخيص التحديات بعبارة  واحدة، فستكون "عدم القدرة على التنبؤ". فعندما بدأ الوباء بالانتشار، لم يكن لدى أي منا فكرة كيف سيؤثر ذلك على عملنا.

من جهة، شبكة ماري كولفن للصحفيات هي شبكة افتراضية، وهذا  مكّننا من مواصلة أنشطتنا وخدماتنا المعتادة؛ كإطلاق برامج إرشاد جديدة؛ نشر مقالات وأسئلة وأجوبة في موقعنا الخاص، وكذلك مواصلة إرسال نشرة الفرص بشكل منتظم - والتي قالت أكثر من 90٪ من عضواتنا إنها مفيدة جدًا لهن.

من جهة أخرى، كان لدينا أيضًا خطط أكبر ولكننا اضطررنا إلى تأجيلها. كنا نخطط للسفر أكثر من مرة هذا العام للقاء بعض عضواتنا في مختلف أنحاء المنطقة وتنظيم ورش عمل تجمع بينهن. واصلنا التأجيل إلى أن أدركنا أنه يجب إلغاء هذه الخطط بالكامل.

كنا نخطط للسفر أكثر من مرة هذا العام للقاء بعض عضواتنا في مختلف أنحاء المنطقة وتنظيم ورش عمل تجمع بينهن. واصلنا التأجيل إلى أن أدركنا أنه يجب إلغاء هذه الخطط بالكامل

فقدت العديد من عضواتنا عملهن بسبب الجائحة. بعضهن كن عالقات خارج بلدانهن ولم يتمكنّ من السفر إلى أي مكان. تأثرت أخريات على المستوى النفسي والعاطفي. لذلك كان علينا التكيّف بسرعة وإيجاد طرق أخرى لمساعدة عضواتنا في الحصول على الدعم الذي يحتجنه، مثل الدعم المالي أو الاستشارة النفسية أو إيجاد فرص عمل من خلال نشرات الفرص التي نعدّها لهن.

وهذا طبعًا ناهيك عن الأحداث المأساوية الأخرى التي ضربت منطقتنا هذا العام. انفجار بيروت، فيضانات اليمن والسودان، القمع المستمر واستهداف الصحفيين في مصر والعراق. كان لهذه الأحداث أثرا مباشرا على العديد من عضواتنا.

ماذا كانت نقاط قوة الشبكة خلال جائحة COVID-19، وماذا كان يمكننا أن نقوم به بشكل أفضل؟

إلى حد ما، كوننا منظمة صغيرة كان مصدر قوة لأننا كنا قادرات على التفكير معًا والتصرف بسرعة وفقًا لما نراه مناسبًا دون بيروقراطية مرهقة. عندما اضطررنا لإلغاء خططنا لبعض ورش العمل الميدانية، انتقلنا بسرعة إلى تنظيم ندوات رقمية تناولت القضايا والاحتياجات التي عبّرت عنها عضواتنا. نحن محظوظات لأن مؤسسات الشبكة الثلاثة، ليز دوسيت وليندسي هيلسم وجين ويلسلي، يدعمن بشدة أسلوب  عملنا وهن جاهزات دائما لمراجعة أي حالات أو اتخاذ قرارات على الرغم من انشغالهن الشديد.

الكثير من التحديات التي واجهناها كانت موجودة بالفعل بغض النظر عن الظروف المستجدة، ولكنها تفاقمت مع الجائحة. نقص فرص العمل، الحاجة إلى إنشاء المزيد من المنصات الإعلامية المستقلة التي توفر أجورا جيدة للصحفيين وتتعامل مع الصحفيين المستقلين بشكل عادل. الرقابة وقمع الصحافة هي مشكلة كبيرة في منطقتنا، والجائحة زادت الأمور سوءًا. ندرك أن بعض عضواتنا أردن تغطية سوء إدارة الأزمة في بلدانهن، لكنهن قوبلوا برفض المحررين، الذين اضطروا إلى اتباع الخط الرسمي الذي يدّعي أن كل شيء تحت السيطرة. بطبيعة الحال، لا يمكننا مواجهة هذه التحديات عن بعد، لكننا نعمل على إقامة شراكات وثيقة مع منظمات أخرى للتفكير في سبل مواجهتها.

ما الذي تتمنينه في عام 2021 للشبكة وعضواتها؟

ما يميّز شبكتنا هو أن عضواتنا ساهمن  بشكل حيوي في تشكيل هويتها من خلال توضيح أولوياتهن واحتياجاتهن لنا

على الرغم من أن معظم العمل والدعم الذي نقدمه يتم عبر الإنترنت، في كل مرة أتيحت لنا الفرصة لمقابلة عضواتنا، تعرفنا عليهن بشكل أفضل، وشعرن  هن أيضًا بأنهن أقرب إلينا وأدركن معنى أن يكنّ  جزءًا من هذه الشبكة. لذلك آمل حقًا أن نتمكن من السفر في عام 2021 لمقابلة بعض عضواتنا.

ولكن حتى لو لم نتمكن من السفر، آمل أن نتمكن من الاستمرار في النمو معًا كشبكة. ما يميّز شبكتنا هو أن عضواتنا ساهمن  بشكل حيوي في تشكيل هويتها من خلال توضيح أولوياتهن واحتياجاتهن لنا. لذا نأمل أن تواصل عضواتنا التفاعل معنا للتأكد من أن خدماتنا ودعمنا يلائم احتياجاتهن قدر الإمكان.

اكتسبت العديد من العضوات اللاتي انضممن  إلينا في بداياتنا عام 2016 الكثير من المهارات لأنهن استفدن ا بأكبر قدر ممكن من برنامج الإرشاد المهني، ونأمل أن تصبح بعضهن قريبًا مرشدات، وأن ينقلن بعض الأشياء الرائعة التي  تعلمنها للعضوات الجديدات.

*****

الصورة: ديمة حمدان، رئيسة تحرير شبكة ماري كولفن للصحفيات، خلال حضورها الاجتماع السنوي لمنظمة ذا سيركل في لندن عام 2019. الصورة بلطف من ذا سيركل. تصوير: نادر الغادي.