غالبًا ما تواجه الصحفيات العنف عبر الإنترنت. وقد يكون ذلك في شكل تنمر، أو تحرش جنسي، أو قرصنة، أو ابتزاز، أو جمع المعلومات الشخصية، والعديد من الأشكال الأخرى. وقد يكون المهاجمون جماعات متطرفة، أو جهات رسمية، أو أفراد متصيّدين، أو حتى شركاء سابقين. يحاول المتصيدون في كثير من الأحيان دفع النساء إلى ترك الصحافة تمامًا من خلال تهديد سلامتهن والتسبب في ضرر جسيم لصحتهن العقلية.
قمنا بمراجعة بعض الأدلة الهامة لمساعدتك على الحد من خطر التنمر الإلكتروني والعنف القائم على النوع الاجتماعي. لكن أولاً، هناك مسألتان يجب أخذهما في الاعتبار.
ما هي البيانات التي عليكِ حمايتها
إن حماية كافة بياناتك من كل تهديد، وطوال الوقت هو أمر غير عملي ومرهق. لا يقتصر الأمان على نوعية الأجهزة التي تستخدمينها أو البرامج التي تقومين بتنزيلها فقط. بل يبدأ الأمر بفهم طبيعة التهديدات الفريدة التي تتعرضين لها وكيفية مواجهتها.
أهم سؤالين عليك أن تطرحيهما على نفسك هما: ما الذي تحتاجين إلى حمايته؟ وممن تريدين حمايته؟ بمعنى آخر، حددي أعدائك أو خصومك، وحددي أصولك الرقمية الهامة.
بعد ذلك، قومي بإعداد قائمة بأصولك التي تحتفظين بها، ومكان الاحتفاظ بها، ومن يمكنه الوصول إليها، وما الذي يمنع الآخرين من الوصول إليها.
ممن تريدين حماية بياناتك؟
من المهم تحديد من قد يرغب في استهدافك أو استهداف معلوماتك. قومي بعمل قائمة بالخصوم المحتملين أو المعروفين. قد تتضمن قائمتك أفرادًا أو وكالات حكومية أو مجموعات كارهة للنساء أو شركاء سابقين أو حاليين. في بعض الظروف، وبحسب هوية خصومك، ربما من الأفضل التخلص من هذه القائمة بعد الانتهاء من التخطيط الأمني.
الآن بعد أن حددتِ المهاجمين المحتملين، يمكنك استخدام الأدلة التالية لمساعدتك في وضع خطة خصوصية فريدة لكِ ولاحتياجاتك.
دليل ميداني من نادي القلم الأمريكي (Pen America) للتحرش عبر الإنترنت
يقدم هذا الدليل الشامل الصادر عن نادي القلم الأمريكي PEN America خطوات عملية للصحفيات لحماية أنفسهن، ولإيجاد السبل المناسبة للتحرش عبر الإنترنت. يقدم فصل "الاستعداد" في هذا الدليل أدوات عملية لحماية البيانات، وخاصة المعلومات الشخصية الحساسة، بينما يعرض فصل "الرد" تفاصيل الخطوات بدءًا من توثيق الإساءة، إلى كتم أو حظر المهاجمين، بالإضافة إلى الحالات التي يجب عليك فيها الرد أو الإبلاغ . كما يحتوي على قسم خاص بالعناية بالنفس والتعامل مع المشاعر السلبية الناتجة عن الإساءة عبر الإنترنت. هذا الدليل متوفر بست لغات، بما في ذلك اللغة العربية.
قد يكون للعنف الإلكتروني تأثير سلبي شديد على الصحة العقلية والنفسية للصحفيات، وبالتالي فإنه يؤثر على عملهن، وعلى حرية الصحافة بشكل عام. إن ثقافة الصمت السائدة بشأن العنف الإلكتروني وأثره على الصحة العقلية جعلت من الصعب على الصحفيات الحصول على مساعدة عملية طويلة المدى. تم وضع هذا الدليل من المؤسسة الدولية للإعلام النسائي (IWMF) خصيصا الصحفيات، من قبل أخصائيين في الصحة العقلية متخصصين في مجال الصدمات النفسية ووسائل الإعلام. يحتوي الدليل على مخطط تقييم ذاتي بسيط لتقييم مدى تأثير العنف الإلكتروني على صحتك.
خط المساعدة الخاص بمنظمة (Access Now)
في حالات الطوارئ، قد تحتاجين للتحدث إلى شخص مختص على الفور. يقدم خط المساعدة هذا من Access Now خدمة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع للصحفيات وكل من يحتجن إلى مساعدة عاجلة لحماية أجهزتهن. إذا كانت لديك أسباب تدعو للاعتقاد بأنك قد تعرضتِ للاختراق أو أن سلامتك الرقمية مهددة، فيمكنك الاتصال بـ Access Now وسيقوم أحد الخبراء بإرشادك من خلال خطوات عملية لتقييم المخاطر التي تواجهينها فوراً، ومساعدتك في حل المشكلات الحالية، وتقديم توصيات شخصية. هذه الخدمة متوفرة في عدة لغات بما فيها العربية.
"تعرفي على المتصيدين": دورة مجانية من IWMF للتعامل مع التنمر الإلكتروني
تساعدك هذه الدورة العملية على التعرف على الإساءات التي قد تتعرضين لها ومعرفة من يقف خلفها وتقدم لك بعض الاستراتيجيات العملية لتكوني مستعدة بشكل أفضل لمثل هذه الهجمات. تم تطويره من قبل المؤسسة الدولية للإعلام النسائي IWMF بالتعاون مع خبراء في الأمن الرقمي وصحفيين وخبراء التعليم عبر الإنترنت، وذلك من خلال ورش العمل لتقديم هذه المعلومات الحيوية للصحفيات ومساعدتهم على وضع خطة سلامة في أقل من ساعة واحدة فقط.
