hello world!

انضمت راوية راجح إلى منظمة العفو الدولية ككبيرة مستشاري الأزمات بعد أكثر من 15 عامًا من العمل في الصحافة وتغطية أحداث كبرى، كحرب العراق والصراع في دارفور والربيع العربي. وعلى الرغم من أنها كانت تتمتع بالمهارات المطلوبة  لإجراء الأبحاث و الكتابة عن انتهاكات حقوق الإنسان، إلا أن خبرتها الصحفية لم تهيّئها تمامًا لأكبر المهام - إجراء مقابلات مع مئات الناجين من العنف، والخوض في قصصهم التي يروونها دون تسلسل زمني بكل صبر وتعاطف من أجل تحديد أنماط الانتهاكات التي تعرضوا لها.

 

ما الذي جعلك تغيّرين  مهنتك من الصحافة إلى الدفاع عن حقوق الإنسان؟

لم تكن هناك رغبة متعمدة في تغيير مهنتي، ولكن في ذاك الحين كنت أمرّ بمرحلة انتقالية في حياتي. انتقلت إلى الولايات المتحدة مع عائلتي ولم أجد وظيفة في الصحافة هناك تتماشى مع نوع الصحافة التي كنت أقوم بها مع وكالة الأسوشييتد بريس وقناة الجزيرة الإنجليزية. حينما سمعت عن هذه الوظيفة، شعرت بأنها مناسبة لي تماماً من كل الجوانب. فأنا الآن أتقصى وأوثق انتهاكات حقوق الإنسان في الأزمات والنزاعات المسلحة، بما في ذلك جرائم الحرب المحتملة. من حيث الجوهرعملي مشابه جدًا للصحافة الاستقصائية، ولكن يجب أن يكون متجذرًا في القانون الدولي، وبعد إصدار التقارير هناك نقاشات تتم مع الحكومات ومؤسسات أخرى، بمن فيها الأطراف المتورطة في تلك النزاعات.

  

حدثينا عن مهامك اليومية وأين يتمحور تركيزك جغرافياً؟

 اختصاصي هو التحقيق في جرائم الحرب والانتهاكات الصارخة في أماكن الأزمات، لذلك ليس لدي تركيز جغرافي معين.

حتى الان، أعددت تقارير توثق الانتهاكات في الفلبين وسوريا واليمن والولايات المتحدة وجنوب السودان وسيراليون وميانمار. أعمل مع فريق الأزمات بمنظمة العفو الدولية، والذي يضم باحثين ذوي خبرة مكثفة في البيئات العدائية، بالإضافة إلى خبراء في صور الأقمار الصناعية والاستشعار عن بعد، والتحقق من الصور والفيديو، وتحديد أنواع الأسلحة والذخائر.

يجب أن لا ندع الضغوطات الزمنية  تنتقص من الإنسانية اللازمة لتكريم قصص الناجين.

 في الفلبين، على سبيل المثال، قمنا بالتحقيق فيما يسمى بـ "الحرب على المخدرات" حيث كانت الحكومة تقود سياسة مكافحة المخدرات بطريقة قاسية أدت إلى عمليات إعدام خارج نطاق القضاء، وكانت واسعة النطاق ومنهجية. في الأشهر الأولى من تلك الحملة، قُتل ما يقارب الألف شخص شهريًا على أيدي الشرطة ومسلحين مجهولين. سافرت إلى هناك مع زميل آخر، وأجريت مقابلات مع عائلات الضحايا والشهود ومسؤولين محليين في الحكومة، بالإضافة الى محامين  ومدافعين عن حقوق الإنسان وغيرهم.

 عادةً، بعد إصدار التقرير، نعقد اجتماعات مع الأطراف المتورطة في هذه الانتهاكات أو مع أشخاص لديهم القدرة في التأثير على سلوك أولئك المتورطين.

 قد يبدو الأمر مشابهًا لما يفعله الصحفيون في المؤسسات الإخبارية - باستثناء النقاشات التي تجري مع الأطراف بعد ذلك - ولكن هناك أمور أخرى نقوم بها أيضا. في اليمن، على سبيل المثال، لا نقوم فقط بتوثيق الانتهاكات من قبل جميع أطراف النزاع، ولكننا نقوم أيضًا بالبحث في الأسلحة والذخائر المستخدمة وأماكن تصنيعها، مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة. نحاول التعرف على تلك الأسلحة، ونتعقبها وصولاً إلى الشركات المصنعة والبلدان المشاركة في بيعها، ونقول لهم إنهم في الواقع متورطون في جرائم وانتهاكات حرب محتملة، وأن لديهم  القدرة في التأثير على تصرفات الأطراف في هذا الصراع.

 

راوية راجح تجري مقابلة مع رجل نزح بسبب القتال في الحديدة. عدن  -اليمن، 2018.

 

هل كان هناك أي شيء لم تكوني مستعدة له عندما انتقلت إلى هذه الوظيفة، أو أشياء كنت تعتقدين أنه كان ينبغي عليك كصحفية أن تكوني على معرفة بها؟

 لقد افترضت أنني سأستقر بسهولة في الوظيفة لأنها تتطلب نفس مهارات الصحافة. ولكن اتضح لي أن هذا العمل يستغرق وقتًا أطول.  في السابق، عملت في غرف الأخبار حيث يحدث كل شيء بسرعة كبيرة. ولكننا هنا نجري مقابلات مع عدد أكبر بكثير من الأشخاص، وهناك مراجعة دقيقة تتم لضمان الجودة في العمل. تتم مراجعة تقاريرنا من قبل عدة محررين، بما فيهم من خبراء متخصصين ومحامين وخبراء السياسات. يجب أن يكون كل ما نكتبه متجذرًا في القانون الدولي.

 كان عليّ أن أتأنى في عملي، وأدركت أن هذه الوظيفة هي كالماراثون الطويل، وليست كالعدو السريع. التأثير النفسي يختلف هنا أيضا. نحن كصحفيين نشعر "بنشوة" أو متعة فورية حين ننشر مقالاً. لكن تحقيقات منظمة العفو الدولية تستغرق وقتًا أطول قبل نشرها، ولذا لا يستطيع الشخص أن يرى ثمار عمله إلا بعد مرور الوقت.

 إضافة لذلك، فإن تعريفنا لمصطلح "التأثير" أيضاً مختلف. تهدف الصحافة إلى نشر المعلومة على الجمهور، ربما لديكِ الرغبة في التأثير على السياسة، ولكنكِ كصحفية لا تقدمين توصيات ولا تحديدين خطوات كما هو الحال في تقارير حقوق الإنسان.

وبالطبع، هناك عدد هائل من المقابلات التي يجب إجراؤها لإنتاج العمل. حجم الوثائق في التحقيقات ضخم، وذلك لأنكِ تحاولين تحديد أنماط الانتهاكات. ففي بعض الأحيان، نقوم بإجراء مقابلات مع مئات الناجين والشهود، وهذا الأمر له ثقله.

 

مقابلة الضحايا كانت جزءا من عملك كصحفية، بينما هي الآن أغلب ما تقومين به. فهل هناك اختلاف بين هذه المقابلات؟ وهل تجدين كباحثة أنكِ  تتعاملين مع الناجين من النزاعات بشكل مختلف؟ 

من ناحية نظرية، لا ينبغي أن تكون المقابلات مختلفة. ولكن هذا هو الحاصل في الواقع. في السنوات الأخيرة من عملي كصحفية، لاحظت أن غرف التحرير لم تكن تدعم أو تدرب الصحفيين على كيفية إجراء مقابلات مع الناجين من العنف. لدي شهادتين في الصحافة، هذا الشيء ببساطة لا يتم تدريسه في الجامعات. التحدث مع الناجين يتطلب مستوى معينًا من التدريب. قد يتغيّر هذا الآن، فهناك مبادرات ممتازة ومراكز مثل DART للصحافة والصدمات في كلية الصحافة للدراسات العليا في جامعة كولومبيا. وأوصي عضواتنا بمتابعتهم للاستفادة من أية دورات تدريبية وموارد يوفرونها عن كيفية إجراء مقابلات مع الناجين من الصدمات.

وجدت أن الناس يريدون بالفعل مشاركة قصصهم، وإذا كنت إنسانة عطوفة ومحترمة ومستعدة للإصغاء –- سيرغب الناس في التحدث إليكِ.

في منظمة العفو الدولية، المبدأ الأساسي هو عدم إلحاق الأذى بمن يتمّ مقابلتهم. ولذلك نقوم بإجراءات مفصلة للحصول على الموافقة قبل البدء بالمقابلة، وقد يستغرق الأمر 15-25 دقيقة قبل بدء المقابلة الفعلية. أشرحُ للشخص الذي سأقابله، وبأكبر قدر ممكن من التفصيل، من أنا، وماذا أفعل، وكيف سيتم استخدام هذه المعلومات وأين سيتم نشرها. ثم أشرح للشخص الآثار المحتملة عليه عندما يتم نشر القصة.

 نتناقش أيضًا في  مستوى الخصوصية؛ فهل يريدون استخدام أسماءهم الحقيقية أم لا، وما هي التفاصيل التي يمكن الاحتفاظ بها وما التي يجب إخراجها من أجل حماية هويتهم.

خلال المقابلة، نؤكد لهم أيضا أن بإمكانهم التوقف في أي وقت يشاؤون. كما بإمكانهم إخباري في أي وقت إذا أرادوا أخذ استراحة. ونكرر أنه لا يتعين عليهم الإجابة على أي أسئلة قد تزعجهم. هذه هي المعايير النوعية التي أوضحها في بداية كل مقابلة أجريها، والتي لم أمارسها كصحفية لأنه لم يطلب مني أحد القيام بذلك. فهي  لم تكن جزءًا من النهج الصحفي.

كصحفيين، غالبا ما نضع المايكروفون أمام الشخص ونبدأ بالحديث. نسأل بالتأكيد عما إذا كانوا يتحدثون بأسمائهم الحقيقية  أو يفضلون عدم الكشف عن هويتهم، لكن لا توجد تلك العملية المفصّلة آنفة الذكر.

 

لماذا تعتقدين أن هذا المستوى من الرعاية والوعي في الصحافة لا يحدث بشكل دائم؟

 بكل صراحة وانصاف، يعمل الصحفيون/ات تحت ضغط كبير لنشر الخبر في وقت ضيق. لذا فلنحاول ألّا نحكم على الصحفيين وغرف التحرير بقسوة عالية. ولكن في نفس الوقت، يجب أن لا ندع الضغوطات الزمنية  تنتقص من الإنسانية اللازمة لتكريم قصص الناجين.

من المهم جداً فهم ما يحدث للناجين من الصدمات. جوهر الأمر هو أن إرادتهم سلبت منهم بسبب هذه الصدمات. فلقد انتزعت منهم  السيطرة على أجسادهم أو على لحظة معينة في حياتهم. أقل ما يمكننا فعله هو ألا نكون جزءًا من الاستمرارية في سلب  تلك الإرادة. يجب السماح لهم بالتحكم بقصتهم، وعلى طريقة سردهم لها. لذلك يجب إشراكهم والسماح لهم باختيار المكان الذي يريدون إجراء المقابلة فيه، ومن من الأشخاص يريدون أن يكونوا حاضرين معهم.

 

 راوية راجح تجري مقابلة مع إحدى الناجيات التي فرت من القتال في قريتها.  مخيم للنازحين في تمبورا ، ولاية غرب الاستوائية  - جنوب السودان - 2021.

 

ماذا بالنسبة لإمكانية إعادة الصدمة التي تعرض لها الشخص عند سرده للأحداث؟ هل حدث شيء من هذا القبيل أثناء إجرائكِ لمقابلة، وكيف تعاملتِ مع الموضوع؟

أتذكر خلال عملي كصحفية إجراء مقابلات مع أشخاص توقفوا فجأة عن الكلام و بدأوا بالبكاء، فتتساءلين مع نفسك عما ستفعلين في تلك اللحظة، فليس من السهل إعادة تذكير أي شخص بأسوأ لحظات حياته. بكل صدق، وجدت من خلال تجربتي كصحفية وباحثة في مجال حقوق الإنسان أن الناس يريدون بالفعل مشاركة قصصهم، وإذا كنت إنسانة عطوفة ومحترمة ومستعدة للإصغاء – وأصرّ هنا على كلمة "إصغاء" - سيرغب الناس في التحدث إليكِ.

أحد الأمور التي يمكنكِ عملها مسبقًا للتخفيف من إعادة الصدمة هي التفكير مليًا في الأسئلة. هل تحتاجين حقًا إلى طرح سؤال محدد؟ ما القيمة التي سيضيفها هذا السؤال لتقريرك؟ هل تسألين هذا السؤال فقط لأنك تريدين اقتباسًا قويًا، أم أنه سيزودك بمعلومات مهمة؟ 

يجب أيضا فهم كيفية استيعاب الإجابات، فلا تتوقعي أن يروي الناجون من الصدمات قصة بالتسلسل الزمني الصحيح. أعطِهم المجال لسرد قصصهم بأسلوبهم الخاص، وبعدها يمكن المتابعة معهم بأية أسئلة أخرى. لا تحققي أو تستجوبي الشخص. لا تعطي انطباعًا بأنك تشككين في تفاصيل معينة لأنه من النادر جدًا أن تحصلي  على قصة بالتسلسل الزمني الصحيح وبتفاصيل متتالية.

 من المستحسن  دائمًا أن يكون بحوزتك قائمة مصادر  أو لائحة ببعض الجهات التي يمكن إحالة أي شخص إليها إذا احتاجوا إلى مساعدة، من احتياجات الصحة البدنية الأساسية، إلى الصحة النفسية والاستشارة. إذا كنت تجرين مقابلة مع أطفال، فيجب أخذ المكان بعين الاعتبار والحرص على وجود شخص يثق به الطفل للاعتناء به.

حتى إن كنت صحفية تعملين وفق جدول زمني ضيق ، اغتنمي تلك اللحظة لتتعرفي على الشخص الذي تجرين معه المقابلة، ولتتعلمي المزيد عنه/ا خارج نطاق تلك اللحظة المظلمة التي تريدين معرفتها.

وأخيرًا، لا تجعلي موضوع الصدمة المحور الوحيد لأسئلتك. حتى إن كنت صحفية تعملين وفق جدول زمني ضيق، اغتنمي تلك اللحظة لتتعرفي على الشخص الذي تجرين معه المقابلة، ولتتعلمي المزيد عنه/ا خارج نطاق تلك اللحظة المظلمة التي تريدين معرفتها.

تعرّفي عليهم عن قرب، واسأليهم عن حياتهم، وفي النهاية حاولي أن تعودي بهم إلى الحاضر. الأمر ليس سهلا دائمًا، وأحياناً لا تنجح هذه الطريقة، وقد لا أخرج دائما من مقابلة تاركةً خلفي ابتسامة على وجه شخص ما. إذا بدأ الشخص بالبكاء أو الإنهيار، يجب منحهم المساحة اللازمة و وإعطائهم  الوقت لكي يهدئوا.

 

خلال عملك مع منظمة العفو الدولية، هل هناك مقابلة معينة بقيت راسخة في ذهنك؟

 لم تكن هناك مقابلة معينة، ولكن واحدة من أصعب التقارير التي عملت عليها لصالح منظمة العفو الدولية كانت حول الآثار طويلة الأمد التي خلفتها كل من الحرب في سيراليون (1991-2002)  ووباء الإيبولا على الصحة النفسية.

أجريت مقابلات مع أشخاص بعد سنوات عديدة من تعرضهم لتجارب مروعة. بعض من هذه المقابلات كانت صعبة جداً، وفي كثير من الأحيان توقفت وسألت نفسي إذا ما كنت أفعله كان صائبا. هل حقاً كانت هناك حاجة لإعادة إحياء هذه الذكريات بعد مرور سنوات عليها؟ في الحقيقة، هذا كان أحد أصعب الأبحاث التي أجريتها على الإطلاق مع منظمة العفو الدولية.

أطلقنا التقرير في مدينة فريتاون تحت عنوان "إنهم ينسوننا". لم أكن موجودة في حفل إطلاق التقرير، لكن زميلي أخبرني أن الناجين الذين حضروا الحفل شعروا بأن هناك من يسمعهم ويراهم لأن كل كلمة استخدمت في هذا التقرير كانت تعبيرًا حقيقيًا عن ما حدث لهم. عندما سمعت بذلك، شعرت وكأن أحدا وضع يده على قلبي.

أقول هذا لتذكير عضواتنا بأنه على الرغم من أن إجراء المقابلة قد يكون صعبا للغاية، وقد يتساءل الشخص عدة مرات عما إذا كان يفعل الشيء الصحيح أم لا، إلا أن هناك لحظات عندما يتم نشر القصص ويشعر الأشخاص بأن هناك من يراهم ويسمعهم. ستَشعُرين في تلك اللحظة بأنكِ حققتِ شيئًا.

 

الكثير من عضواتنا أصبحن صحفيات لأنهن أردن إحداث فرق في بلدانهن ومجتمعاتهن. لكن هل تشعرين أن ما تفعليه الآن مع منظمة العفو الدولية يحدث فرقًا؟

 لا يمكن لأحد التقليل من أهمية الصحافة. من المؤكد أن للصحافة دورها، ولتقارير حقوق الإنسان دورها أيضا. وفي بعض الأحيان يكمل كل منهما الآخر.

 هل أشعر أنني أحدث فرقًا؟ يجب على أي شخص يعمل في مجال حقوق الإنسان أن يرى الأمور بوضوح. من الصعب جدًا رؤية أي تأثير فوري. يجب أن تدركي أن المشوار طويل، يسألني الكثيرون كيف يمكنني مواصلة العمل على سوريا دون الشعور بالإحباط. سوريا هي من أكثر الصراعات توثيقا، ولكن متى سنرى بشار الأسد في المحكمة الجنائية الدولية؟ ومتى سنرى أية محاسبة للأشخاص المسؤولين عما يحدث هناك؟

لا نستطيع في الواقع أن نسمح لأنفسنا بالاستسلام للإحباط. هل هناك لحظات أشعر فيها بالإحباط؟ طبعاً! عندما أقضي شهورًا في محاولة إقناع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بعدم وقف المساعدات عبر الحدود والتي تطعم ملايين الأشخاص في شمال غرب سوريا، يكون الأمر أحياناً محبطًا للغاية. ولكن يجب أن أخوض هذه التجربة لكي أضمن أن يتم التصويت على تلك التوصية في مجلس الأمن.

قد تستغرق عملية المساءلة وقتاً طويلاً. وقد يستغرق الأمر سنوات عديدة قبل أن تتم محاكمة المسئولين، لكننا مدينون للناجين بذلك. لا يزال الناجون السوريون يتحدثون إلينا حتى يومنا هذا، وما داموا مستمرين في سرد ​​قصصهم، فأقل ما يمكننا فعله هو الاستمرار في توثيق هذه القصص ونشرها.