hello world!

يعتبر برنامج الإرشاد المهني واحدا من أهم الخدمات التي تقدمها شبكة ماري كولفن للصحفيات لعضواتها. هذه الخدمة غير ممكنة لولا الالتزام السخي من 45 صحفية موهوبة ومتمرسة من مختلف أرجاء العالم. في هذه السلسلة، تشاركنا مجموعتين من المرشدات والعضوات تقييمهن لتجربة الإرشاد التي استمرت لمدة عام كامل، وكيف ساهمت في تشكيل وبلورة مهارات العضوات وفتح الأبواب أمامهن لتطور مسيرتهن المهنية.

محاسين مقداد وزهرة مكاوي

عندما توجهت  محاسين مقداد، وهي مصورة فيديو حرة ومساعدة طواقم إعلامية من المغرب،إلى شبكة ماري كولفن للصحفيات من أجل الحصول على إرشاد، قالت إنها تريد تطوير مهاراتها في إخراج الأفلام الوثائقية. قامت محررات الشبكة بالبحث بعناية ووجدن أن زهرة مكاوي، مخرجة أفلام لبنانية-بريطانية، ستكون المرشدة الأكثر ملاءمة  لهذه المهمة.

قمنا بالتفكير معا حول مشروع الفيلم. قامت زهرة بمراجعة موقعي على الإنترنت وبتنقيح بعض المواد المنشورة عليه

مع أكثر من خمسة عشر عاما من التجربة في صناعة الأفلام لشبكات كبيرة مثل قناة بي بي سي، والقناة الرابعة البريطانية وقناة الجزيرة، لا شك أن زهرة تملك الأدوات العملية للقيام بالإرشاد، ولكنها تملك أيضا الرغبة بتوظيف خبرتها من أجل مساعدة زميلاتها الصحفيات.

تقول محاسين إن هذه "كانت الملاءمة الأفضل، لأن زهرة وأنا، كلانا نعمل كمراسلات تلفزيون. كما وأن زهرة هي مخرجة أفلام وثائقية، وأنا أعمل حاليا على إخراج أول فيلم وثائقي لي" .

توافق زهرة على أن الملاءمة  بينها وبين محاسين كانت جيدة. "كانت  محاسين تتمتع بخبرة كمراسلة تلفزيون ومنتجة، وكذلك لديها طموحٌ بالعمل في مجال الأفلام الوثائقية بشكل أكبر. وبما أن لدي خبرة في كلا المجالين، شعرت بأنني قادرة على مساعدتها."

برنامج الإرشاد المهني الذي تديره شبكة ماري كولفن للصحفيات هو عبارة عن لقاءات ثنائية (إما وجها لوجه أو عبر الإنترنت) بين المتدربة والمرشدة، ويستمر لمدة عام. نجاح هذا الإرشاد يتطلب من المتدربة أخذ المبادرة للتواصل مع المرشدة على الأقل مرة شهريا، وأن تكون أهدافها واضحة لتمكين المرشدة من مساعدتها.

خلال لقاءاتهن عبر الإنترنت قامت زهرة بتدريب محاسين في المجالات التقنية، والتحريرية والإدارية، كما رافقتها في جميع الخطوات من مرحلة كتابة طلبات التمويل، إلى كيفية معالجتها للشخصيات في فيلمها الوثائقي.

تقول محاسين: "قمنا بالتفكير معا حول مشروع الفيلم. قامت زهرة بمراجعة موقعي على الإنترنت وبتنقيح بعض المواد المنشورة عليه".

لقد كانت متقبلة لاقتراحاتي وبقينا على تواصل بعد انتهاء الإرشاد. أعتقد أننا طورنا برنامجا إرشاديا جيدا، يعتمد على الصدق والاحترام

بالإضافة إلى ذلك، قامت زهرة بتعريف محاسين على محررين في شبكة سي ان ان لكي تقوم بعرض فيلمها عليهم. وبفضل هذا التعريف، حصلت محاسين على فرصة للعمل على مشروعين لصالح الشبكة الأمريكية.  وتقول زهرة: "خلال فترة إرشاد محاسين، حصلت على منحة صغيرة لانتاج وثائقي لصالح منظمة غير حكومية وهي مستمرة في العمل على هذا المشروع، كما وساعدتها أيضا بالحصول على عمل مع شبكة سي ان ان، والذي لا شك سيثري تجربتها كمنتجة."

تلخص محاسين تجربتها قائلة: "كان التواصل مع زهرة بمثابة نعمة. رغم أنها كانت مشغولة بعملها، لكن وجود شخص يتفهم شكوكي ويمنحني الإجابات ساعدني كثيرا."

ورغم أن برنامج الإرشاد يهدف بالأساس لدعم المتدربة، فقد يكون أحيانا مكافئًا ومرضياً للمرشدة أيضًا.

"لقد استمتعت حقا بإرشاد محاسين"، تقول زهرة. "لقد كانت متقبلة لاقتراحاتي وبقينا على تواصل بعد انتهاء الإرشاد. أعتقد أننا طورنا برنامجا إرشاديا جيدا، يعتمد على الصدق والاحترام، وقد قلت لها بأنني متاحة في حال احتاجت للنصيحة خلال عملها على فيلمها الوثائقي القصير".

 

مروة مرجان  وسوزان زاكس

بعد إنهاء دراستها في الولايات الأمريكية المتحدة، فكّرت عضوة الشبكة مروة مرجان  بالبقاء هناك والبحث عن وظيفة في مجال الصحافة، وخصوصا في تغطية الشرق الأوسط للجمهور الأمريكي.

قبل وصولها للولايات المتحدة، عملت مروة في عدد من وسائل الإعلام المصرية، مثل ديلي نيوز ايجيبت، أهرام أونلاين، إيجيبت توداي وبزنس توداي. كما ونشرت أيضا في شبكة الإذاعة العامة في الولايات المتحدة NPR وصحيفة الغارديان وغيرهم. لكن خلال مكوثها في الولايات المتحدة، احتاجت مروة إلى مرشدة لتساعدها  في مسألة مشوارها المهني بشكل عام، أكثر من احتياجها إلى إرشاد يتعلق بقصة أو وسيلة إعلامية معينة.

مروة بحثت عن وظائف ومشاريع بنفسها، ولكن مساهمتي كانت بالأساس في تشجيعها بالتعامل بذكاء مع عروض من قبل وسائل إعلامية غير مركزية

كان ذلك في نفس الوقت الذي انضمت فيه الصحفية سوزان زاكس، الحائزة على جوائز عدة، كمرشدة في شبكة ماري كولفن للصحفيات. وقد صادف أنها تعيش في واشنطن حيث كانت مروة، ورحبّت بفكرة تقديم الإرشاد لمدة عام إلى مروة.

تقول مروة: "لقد ساعدتني سوزان في كتابة طلبات العمل. وزوّدتني بنصائح مفيدة ساعدتني في استكشاف فرص لم أكن لأفكر بها بنفسي".

لقد تحدث مروة وسوزان في كل شيء، من مواضيع تتعلق بفرص عمل، إلى شؤون تأشيرة الإقامة وكذلك قمن بالتفكير سويا بمشاريع عملت عليها مروة.

تقول سوزان بأن "مروة بحثت عن وظائف ومشاريع بنفسها، ولكن مساهمتي كانت بالأساس في تشجيعها بالتعامل بذكاء مع عروض من قبل وسائل إعلامية غير مركزية، وأن تفكر مليا ما الذي سيدفع بها نحو تحقيق أهدافها. لقد شجّعت مروة أيضا على النظر في نوع مختلف من العمل بشكل حر، وهو أن تقوم بالكتابة عن الولايات المتحدة لوسائل إعلام عربية، بدلا من تغطية الشرق الأوسط لوسائل إعلام أمريكية."

وفعلا، أخذت مروة هذه النصيحة بجدية وقامت بالعمل كصحفية حرة مع "بي بي سي إكسترا" (برنامج المنوّعات الأكثر شعبية في راديو بي بي سي باللغة العربية)، من خلال تغطية أخبار الولايات المتحدة لجمهور عربي.

كما وقامت سوزان بتعريف مروة على بعض الصحفيين وكذلك على محام ليقوم بتقديم المشورة لها بشأن إقامتها. وفي مرحلة ما، كانت مروة تتطوع في منظمة غير حكومية، وقامت سوزان بتوجيهها في كيفية بناء شبكة علاقات أوسع في عالم المنظمات غير الحكومية.

كانت سوزان تقول لي دائما أنها ترى لدي القدرات التي ستمكنني يوما ما أن أكون كاتبة عمود في النيويورك تايمز

تعمل مروة اليوم كمحررة مساعدة في القسم العربي والفرنسي من "غوغل نيوز"، وتقول أن الفضل يعود إلى سوزان في تعزيز ثقتها بنفسها: "لم أفكر مرة أني سأمتلك الجرأة للتقدم لوظيفة في صحيفة النيويورك تايمز (والتي لم أحصل عليها لكن هذا لا يهم). كانت سوزان تقول لي دائما أنها ترى لدي القدرات التي ستمكنني يوما ما أن أكون كاتبة عمود في النيويورك تايمز. لقد ساعدتني أيضاعندما تبادلنا الأفكار حول ورقة قصيرة (والتي قامت لاحقا بتحريرها) كنت أرفقتها مع طلب الوظائف التي كنت أتقدم لها. وقد انتهى بي المطاف أن أفوز بجائزة على هذه الورقة."