hello world!

في مارس آذار ٢٠١٨، نظمت كل من مؤسستا Visualizing Impact و Visualizing Palestine ورشة عمل مشتركة في رامالله عن أسس صحافة البيانات، وكيفية جمعها وتحليلها، البيانات وأسلوب السرد القصصي لهذه البيانات.

صحافة البيانات هي بالنتيجة استخلاصُ تقريرٍ صحفيٍ من مدلول هذه البيانات، ومن ثم عرضها بأسلوب بصري يجذب انتباه الجمهور، وهو ما يُعرف بالإنفوجراف أو الخرائط التفاعلية. فإذا عُرضت البيانات بأسلوب بصري جيد فستكون عصيّة على النسيان.

ليلى يونس، الصحفية التي أشرفت على هذه الورشة (وهي متخصصة بصحافة البيانات في راديو نيويورك) ذكرت أمثلة على تقارير هامة عن انتهاكات حقوق الإنسان في الولايات المتحدة والعالم، والتي تم عرض البيانات فيها بأسلوب بصري لتصوير حجم تلك الانتهاكات. من بينها تقرير نُشر في صحيفة الواشنطن بوست عن أنظمة الكمبيوتر المستخدمة في المحاكم الأمريكية لتصنيف المتهمين حسب مدى خطورتهم على المجتمع أو احتمال ارتكابهم لمزيد من الجرائم، إذ احتوى التقرير على إنفوجراف يبيّن أن أنظمة الكمبيوتر هذه كانت منحازة بشكل كبير ضد المتهمين غير البيض في مقابل البيض، وكان العرض البصري لتلك البيانات ضروريا لإبراز حجم المشكلة. أما التقرير الذي نشر في صحيفة الإندبندنت عن القواعد السرية وأقمار التجسس الصناعية التي أطلقتها الولايات المتحدة حول كوكبنا، فقد تم عرض البيانات فيها بشكل ألبوم صور للجيولوجي والفنان الأمريكي تريفور باغلين، والذي صور تلك المواقع بمساعدة مجموعة من هواة علم الفضاء، إذ ساهموا في تتبع مسار الأقمار الصناعية وطائرات الاستطلاع للتعرف على مواقع سرية لا ترغب الولايات المتحدة لنا بمعرفتها.

 

كيف يمكن الحصول على صحافة بيانات؟ وما هي المهارات التي يجب أن يتمتع بها الصحفي؟

بحسب ليلى يونس، فإن الطريقة التقليدية في العمل الصحفي كإجراء المقابلات والحصول على بيانات صحفية، لا تزال تشكل الجزء الرئيسي من العمل الذي تتطلبه صحافة البيانات. وبعد ذلك تأتي مرحلة جمع البيانات ومن ثم معالجتها وتحليلها، وأخيرا وضع تصور لتلك البيانات.

ولأجل ذلك، لا بد أن تكون لدى الصحفي معرفة جيدة بالرياضيات والإحصاء، وأن يكون ملما بالمفاهيم الاقتصادية كالتراجع والركود المالي، وأن تكون لديه خبرة في غربلة الكم الكبير من البيانات واستخلاص الاستنتاجات منها، ومعرفة الأساليب المختلفة لتصوير تلك البيانات بصريا، هذا بالإضافة إلى حماية البيانات والمعلومات من أي محاولة اختراق.

 

أدوات هامة في صحافة البيانات

أولا: هناك أدوات كثيرة يمكن أن تساعدنا في عملية الكشط أو غربلة المعلومات، فالمواقع التالية تساعد على تنظيم البيانات بأسلوب يسهّل على الصحفي قراءتها وتحليلها:

ثانياً: بعد غربلة المعلومات، يحتاج الصحفي محررا جيدا للنص، ويعتبر موقع Sublime أداة مثالية لذلك، إذ أنه يستخدم في حل الشفرات والرموز.

ثالثا: الأدوات التالية تساعدنا في ضع تصور للبيانات وفهمها:

رابعاً: هذه الأدوات تساعدنا في ترتيب البيانات:

 

السرد القصصي على طريقة الإنفوجراف

الإنفوجرافيك (أو البيانات التصويرية) هي المرحلة الثانية والتي يتم فيها تحويل البيانات والمعلومات إلى صور ورسوم لكي يكون فهمها سهلا. جسيكا أندرسون، إحدى المرشدات في الورشة ومديرة فرع المؤسسة في فلسطين، أوصت الراغبين في التمعن بكيفية تحويل الأفكار والمعلومات الجافة إلى تقارير مؤثرة بقراءة كتابين مهمين هما:  Made to Stick و The Tipping Point.

 

ما هي الأمور التي علينا مراعاتها في سرد التقرير عبر البيانات؟

عندما نسرد القصة عبر الإنفوجراف، علينا أن نحدد الأمور التالية:

  • ما هو الموضوع الذي نتحدث عنه؟ وهنا يجب أن نكون قادرين على تلخيص أو وصف الموضوع في جملة واحدة.
  • الجمهور: من هو القاريء الذي نريد التأثير عليه؟ هنا يمكن تحديد جمهورنا من حيث العمر، الجنسية، المهنة أو المصالح المشتركة.
  • الهدف: هل يمكننا تحديد الأسباب وراء عمل هذا التقرير وطبيعة التأثير المرجو من الموضوع؟ هل الهدف هو الإعلام والتثقيف؟ أو هل يمكن ربط هذا الموضوع بحدث معيّن هام؟ مثلا: ما هو الهدف من هذا الإنفوجراف الذي يتحدث عن تأثير الإضراب عن الطعام على صحة المعتقل الفلسطيني خضر عدنان، والذي أضرب لأكثر من شهرين احتجاجا على احتجازه بدون محاكمة.
  • الشكل: ما هو الشكل النهائي للموضوع؟ وكيف يُتوقع استخدامه. مثلا، هل نحتاج لإنفوجراف ضمن تقرير صحفي مكتوب؟ أم هل سيكون بشكل ألبوم صور ؟ أو فيديو يتم نشره على وسائل التواصل الاجتماعي؟
  • هرمية البيانات: فكري في تسلسل البيانات التي سيحتوي عليها الإنفوجراف وكيف سيتم توزيعها بين العناصر المرئية وعنوان الإنفوغراف الذي سيخلص المحتوى. مثال جيد على ذلك هو هذا الإنفوغراف عن كبار الإعلاميين المؤثرين في الرأي العام في مصر، لاحظي كمّ المعلومات التي يحتوي عليه من نسبة المشاهدة للبرامج الحوارية، إلى نسبة الاقتراع في الانتخابات الرئاسية عام ٢٠١٤ والبرلمانية عام ٢٠١٥، إلى أسماء الإعلاميين وتفاصيل مواقفهم من الدولة والحكومة.