hello world!

 

لقد أجريت عددا من المقابلات التي أثارت الجدل، كمقابلاتي مع مسؤولين من داعش في قطاع غزة، ومع جليلة دحلان زوجة القيادي محمد دحلان والقياديّن في حماس محمود الزهار وموسى أبومرزوق. وفي المقابل هناك المقابلات "الأكثر هدوئا" مع أدباء وفنانين ومفكرين، كحيدر عبد الشافي، والكاتبة نوال السعدواي والشاعر أحمد دحبور  والروائية الأمريكية أليس ووكر.

أسوأ اللقاءات عموما هي تلك التي يجريها الصحفيون كمجموعة واحدة مع شخصية سياسية بارزة، إذ يتم تهميش الصحفية الأنثى ويتنافسون الصحفيون حول من ينشر أولاً. حدث ذلك معي في بداية عملي الصحفي عام ٢٠٠٢، وكانت المقابلة مع القيادي محمد دحلان، إذ كان آنذاك مدير الأمن الوقائي في غزة. عندها لم أنشر المقابلة لأن ثلاثة صحفيين آخرين نشروها قبلي.

يجب على الصحفية  أن ترفض من البداية أن يعمل الضيف أو الضيفة رقيبا على عملها

ومن الصعب أيضا أن يطلب الضيف مراجعة المقابلة قبل النشر. فإذا سمحت له بقراءتها، قد يطلب إلغاءها أو تعديلها. وعندها تصبح أخلاقيات العمل الصحافي على المحك: فهل تنشرين المقابلة  كما هي في الأصل، أم تضعين ما يريده الضيف؟ هذا ما حدث معي في مقابلة مع وزير الثقافة، عطالله ابو السبح، والذي عينته حركة حماس نهاية عام ٢٠٠٧ فقد سحب مني المقابلة وأعطاني مقابلة أخرى جديدة وكأنني أعمل في مكتبه. لذلك يجب على الصحفية  أن ترفض من البداية أن يعمل الضيف أو الضيفة رقيبا على عملها.

أخيرا، إذا تم ترتيب المقابلة الضيف بشكل غير مباشر، أي عبر وساطة خارجية، فتأكدي أن الشخص الذي تجرين معه اللقاء هو فعلا من الجهة التي يدعيها. حدث مرة أن أجريت مقابلة مع شخص من داعش تحت حراسة مسلحة وفي مكان مجهول. وفي النهاية كانت ردوده على أسئلتي بالآيات القرآنية وعبارات الخطابة، ولم أخرج بمعلومات مهمة سوى العبارات المعتادة والمرددة في الإعلام.