hello world!

 

قبل عامين أجريت لقاء مع ثلاثة شباب: نيجيري وغامبي وإريتري. كانوا معتقلين في مسراطة على الساحل الليبي بعد أن حاولوا ركوب قارب إلى أوروبا.

الشاب النيجيري كان اسمه ويسدوم (أي "حكيم" بالعربية) وكان حذقا في الكلام. عندما سألته عن محاولته الفاشلة في عبور البحر المتوسط قال: "أهنيء نفسي على أنني الرجل الذي حاول ولكنه فشل". الشاب الغامبي النيجيري، واسمه بوباكار، كان جديا في كلامه وقال: "أريد أن أكون إنسانا أفضل". أما الشاب الإريتري، يوناتان، فقد أراني خلسة نسخته من الإنجيل، إذ كانت أعز ما يملك وقد حملها معه خلال رحلته الشاقة عبر سبعة دول. وقال: "سأذهب إلى أي مكان يمكنني الوصول إليه، ربما إلى الولايات المتحدة، إلى أن أحصل أخيرا على الحرية."

أعتقد أن أهم شيء عند إجراء المقابلات هو أن يدع الصحفي مجالا للصمت. قد يكون الصمت مربكا أحيانا، وقد تشعرين بأنك تريدين تعبئة الفراغ. لا تفعلي ذلك، ودعي الأمر الشخص الذي تجرين اللقاء معه

يحتل الرجال الأفارقة أدنى درجة على سلم المهاجرين إلى أوروبا باعتبارهم "مهاجرين اقتصاديين" وكأنها جريمة أن يحاول المرء تحسين وضعه. إذا كان قدر المرء أن يتحول إلى لاجيء فمن الأفضل إلى يكون طفلا أو امرأة هاربة من منطقة حرب. لقد أحببت اللقاء الذي أجريته مع أولئك الشباب لأنه أبرز الجانب الإنساني المعقد لشريحة منبوذة من الناس.

لا أعرف إن كان أسلوبي في ذلك اللقاء بارعا، ففي ذلك السجن المكتظ والقذر هناك حكاية لكل شخص، وقد اخترت ثلاثة شبان يتقنون الإنجليزية ومستعدون للحديث معي. أحب المقابلات التي تتحول إلى حوار. تجاذبنا أطراف الحديث وكان "ويسدوم" بالتحديد مضحكا.
بشكل عام، أعتقد أن أهم شيء عند إجراء المقابلات هو أن يدع الصحفي مجالا للصمت. قد يكون الصمت مربكا أحيانا، وقد تشعرين بأنك تريدين تعبئة الفراغ. لا تفعلي ذلك، ودعي الأمر الشخص الذي تجرين اللقاء معه، لأنه في هذه اللحظة سيتحدث بصدق عن مشاعره أو عن الأمور التي كان يرغب بإخفائها.