hello world!

 

كولن بيريرا هو خبير في الأمن والسلامة الميدانية مع لجنة حماية الصحفيين

"بشكل عام، هناك دافعان أو هدفان أساسيان وراء اختطاف الصحفيين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

الهدف الأول بسيط، وهو الاختطاف بهدف الحصول على فدية. وهنا تستهدف العصابات أفرادا معينين، إذ تعتقد أنه بإمكانها الحصول على فدية من قبل عائلاتهم أو أصدقائهم أو حكوماتهم. الهدف الثاني من الاختطاف هو إخافة الناس، ويكون ذلك لأهداف سياسية أو إرهابية.

من الضروري لك كصحفية أن تقيّمي احتمال تعرضك للاختطاف لأحد هذين الهدفين أو لكليهما، وأن تتصرفي بالأسلوب المناسب للحد من هذا الاحتمال.

إذا كنت تعيشين في مكان ينتشر فيه الاختطاف بهدف الحصول على فدية، فانتهجي أسلوب حياة متواضع قدر الإمكان، وتجنبي مظاهر الثراء التي قد تجلب اهتماما غير مرغوب به، كارتداء الساعات الثمينة والمجوهرات.

إذا شعرت أنك معرضة لهذا التهديد، يجب أن تكوني صريحة مع نفسك. قد يكون من الأفضل أن تغادري البلاد أو المنطقة لفترة من الوقت بعد نشر تقرير أو مقال مثير للجدل.

الخاطفون المحترفون يدرسون عادة تحركات الأشخاص الذين يستهدفونهم ويراقبونهم عن كثب. لذا، انتبهي لأي إشارات تدل على أنكم مراقبين في عملكم وتحركاتكم. ولكن لا تستبعدي احتمال وقوعك ضحية لاختطاف عرضي أو انتهازي، خاصة إذا سافرت إلى مكان خطر تتفشى فيه الجريمة. إذا سافرت إلى مكان كهذا، انتبهي إلى سلامتك الشخصية وقيّمي المخاطر مسبقا وبشكل كامل. إذا كان احتمال الخطر عاليا جدا، فمن الأفضل أن تراجعي قرارك لأن القصة لا تستحق أن تصبحي ضحية من أجلها.

أما عندما يتعرض الصحفيون للاختطاف بهدف التخويف، فعادة ما يكون ذلك بسبب شيء كتبوه أو قالوه. هنا يريد الخاطفون إسكات الصحفي وإرسال إشارة تحذير للآخرين كي لا ينشروا تقارير شبيهة. الصحفيون المعرضون لهذا النوع من التهديد يعيشون بشكل عام في مناطق تفتقر إلى قوة القانون ويمكن فيها الإفلات من العقوبة.

إذا شعرت أنك معرضة لهذا التهديد، يجب أن تكوني صريحة مع نفسك. قد يكون من الأفضل أن تغادري البلاد أو المنطقة لفترة من الوقت بعد نشر تقرير أو مقال مثير للجدل. ويمكنك أيضا أن تنشري التقرير دون ذكر اسمك.

في نهاية المطاف يجب أن تسألي نفسك: "هل سأقع في مشاكل بسبب عملي، وهل أنا مستعدة لدفع الثمن؟"

نصائح من كولن للحفاظ على السلامة

١- الوعي الذاتي: بالإمكان تجنب أغلب حالات الاختطاف بالحفاظ على قدر عال من الوعي الذاتي. استخدمي حواسك وكوني مدركة لطبيعة المكان الذي تعملين به وانطباع الآخرين عنك في ذلك المكان. لا تستعملي سماعات الرأس ولا تنشغلي بهاتفك الخلوي إذا كنت في مكان غير آمن.

٢- كوني على دراية بمحيطك: من الضروري التعرف على طبيعة محيطك عند السفر للحفاظ على سلامتك الشخصية. يجب أن تعرفي مسبقا هوية الشخص الذي سيستقبلك في المطار، مثلا، ولا تخجلي من طلب رؤية هوية رسمية كإثبات للتحقق من هوية الشخص. تعرفي على المباني ومراكز الشرطة وغيرها من المعالم المحيطة بمكان إقامتك أو عملك. وتأكدي من وجود أكثر من طريق واحد للوصول من الفندق إلى مكان العمل. لا تستخدمي ماكينات الصرف الآلي إلا في الأماكن العامة، وأثناء النهار.

٣- التنقل: لا تعطي برنامج رحلتك إلا لمن هم بحاجة لمعرفة هذا البرنامج. إذا استأجرتي سيارة، افحصيها وافحصي محيطها قبل الركوب. يجب أن يكون مخزون الوقود نصف ممتلئ على الأقل طيلة الوقت. تجنبي سيارات الأجرة غير المرخصة، ولا تستخدمي سوى السيارات التي تمت الموافقة عليها من قبل مؤسستك. تجنبي ركوب سيارات الأجرة إذا كان هناك راكب آخر في الأمام، ولا تركبي سيارات أجرة بصحبة غرباء. تجنبي التجوال بمفردك أيضا. أغلقي أبواب ونوافذ السيارة، وأحيطي الآخرين علما بتحركاتك (أي الفريق الذي تعملين معه).

٤-  غيّري خط سيرك اليومي: سواء كنت في بلدك أو على سفر، إذا كان هناك ما يدعو للاعتقاد بأن أحدا يراقب تحركاتك فعليك أن تغيري مسارك بشكل يومي. أسلكي طرقا مختلفة من البيت أو الفندق إلى مكان العمل. وبدلا من قيادة السيارة، يمكن أحيانا ركوب تكسي أو المشي إذا لم يكن المكان بعيدا.